كتاب الجامع من سبل السلام (27)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نعم.

أحسن الله إليك.

"الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان."

بالحدر حتى نقضي.

بإذن الله.

خمسة عشر سنة أو أكثر.

الله المستعان نختم الليلة، إن شاء الله.

بإذن الله.

اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

من سنة سبعة عشر.

أما بعد،

فقال في البلوغ وشرحه..

نعم عُمُر...

أحسن الله إليك.

"قال في البلوغ وشرحه، باب الذكر والدعاء:

الذكر مصدر ذكر، وهو ما يجري على اللسان والقلب، والمراد به ذكر الله تعالى، والدعاء مصدر دعا، وهو الطلب ويقال: على الحث على فعل الشيء."

يطلق.. عندك يقال؟

نعم، ويقال على الحث.

كلها المعنى واحد يقال: ويطلق.

"ويطلق على الحث على فعل الشيء نحو دعوت فلانًا استعنته ويقال: دعوت فلانًا استغثت به، ويطلق على العبادة وغيرها."

دعوت فلانًا سألته.

هي عندي في نسخة يقول في (ب) سألته.

نعم، واعلم..

"واعلم أن الدعاء ذكر الله تعالى وزيادة، فكل حديث في فضل الذكر يصدق عليه، وقد أمر الله تعالى عباده بدعائه فقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [سورة غافر:60]، وأخبرهم بأنه قريب مجيب دعوة الداع وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [سورة البقرة:186]، وسماه مخ العبادة، ففي الحديث عند الترمذي من حديث أنس مرفوعًا: «الدعاء مخ العبادة»، وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى يغضب على من لم يدع فإنه أخرج البخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة مرفوعًا: «من لم يسأل الله يغضب عليه»، وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن الله.."

الله يغضب إن تركت سؤاله

 

وبنيُّ آدم ...............

إن.. إيش؟

حين يسأل.

...........................

 

.......... حين يسأل يغضب

ولو سئل الناس التراب لأوشكوا

 

إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا

لو سألتم أدنى شيء الله المستعان الله قريب مجيب.

طالب: .............

فيه كلام الحديث الدعاء مخ العبادة عند الترمذي بسند فيه كلام، مخرج عندك؟

نعم يقول: هو حديث حسن، انظر الصحيحة للألباني.

على كل حال تكلم فيه أهل العلم.

أحسن الله إليك.

"وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن الله يحب أن يسأل، فأخرج الترمذي من حديث ابن مسعود مرفوعًا: «سلوا الله من فضله، فإنه يحب أن يسأل»، والأحاديث في الحث عليه كثيرة، وهو يتضمن حقيقة العبودية والاعتراف بغنى الرب تعالى، وافتقار العبد وقدرته تعالى، وعجز العبد وإحاطته تعالى بكل شيء علمًا، فالدعاء يزيد العبد قربًا من ربه، واعترافًا بحقه، ولهذا حث ولذا حث -صلى الله عليه وسلم- على الدعاء، وعلم الله عباده دعاءه بقوله: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [سورة البقرة:286] الآية ونحوها.

 وأخبرنا بدعوات رسله وأنبيائه وتضرعهم؛ فقال أيوب: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [سورة الأنبياء:83]، وقال زكريا -عليه السلام-: {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً} [سورة الأنبياء:89]، وقال: {فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً} [سورة مريم:5]، وقال أبو البشر: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا} [سورة الأعراف:23] الآية، وقال يوسف: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} [سورة يوسف:101] الآية بتمامها إلى قوله: {تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [سورة يوسف:101]، وقال يونس: {لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة الأنبياء:87].."

وهذه أصلها ذكر، وفي ضمنه الدعاء، دعاء المسألة، ودعاء العبادة، ولذا قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «دعوة أخي ذي النون إذ نادى: لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين»؛ لأن بعضهم يستشكل كونها دعاءً لا إله إلا أنت.. هذا ذكر، لكن وفي ثناياه الدعاء وذكره ليفرج عنه، ذكر هذا الدعاء ليفرج عنه من الظلمات الثلاث.

أحسن الله إليك.

"ودعا نبينا -صلى الله عليه وسلم- في مواقف لا تنحصر عند لقاء الأعداء وغيرها، ودعواته في الصباح والمساء والصلوات وغيرها معروفة، فالعجب من الاشتغال بذكر الخلاف بين من قال: التفويض والتسليم أفضل من الدعاء، فإن قائل هذا ما ذاق حلاوة المناجاة لربه، ولا تضرعه واعترافه بحاجته وذنبه."

لا شك أن الدعاء يورث الانكسار، انكسار القلب والتضرع والانطراح بين يدي الله -جل وعلا-، وهذا من أفضل أنواع العبادة.

أحسن الله إليك.

"فإن قائل هذا ما ذاق حلاوة المناجاة لربه، ولا تضرعه واعترافه بحاجته وذنبه.

 واعلم أنه قد ورد من حديث أبي سعيد عند أحمد مرفوعًا: «إنه لا يضيع الدعاء، بل لا بد من إحدى خلال ثلاث؛ إما أن يعجل له دعوته، إما أن يعجِّل له دعوتَه، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها», صححه الحاكم.

 وللدعاء شرائط، ولقبوله موانع قد أودعناها أوائل الجزء الثاني من التنوير شرح الجامع الصغير، وذكرنا فائدة الدعاء مع سبق القضاء."

التنوير هذا طبع أخيرًا العام الماضي في أحد عشر مجلدًا، وتأخر طبعه مع مسيس الحاجة إليه، الجامع الصغير الناس بحاجته لاسيما بعد أن خدمه الشيخ الألباني- رحمه الله- في صحيح الجامع وضعيفه، وصار بأيدي طلاب العلم لاسيما غير المختصين في الحديث، يعينهم على معرفة الصحيح من الضعيف، والأحاديث مختصرة جدًّا، وشرحه الصنعاني في كتاب أسماه التنوير شرح الجامع، فيه مخالفات يسيرة جدًّا، علق عليها من قبل المحقق، فجاء الكتاب حافلاً، وهو أفضل الشروح على الإطلاق، يعني في شرح المناوي فيض القدير شرح فيه فوائد كثيرة جدًّا، لكن ما هو مثل شرح الصنعاني، والمخالفة فيه أطم وأعظم.

طالب: .............

شرح العزيزي وشروح كثيرة جدًّا.

"وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله تعالى: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه». أخرجه ابن ماجه، وصححه ابن حبان، وذكره البخاري تعليقًا، وهو في البخاري بلفظ: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله -عز وجل-: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا، تقربت إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة»، وهذه معية خاصة.."

من أعجب العجب أن ترى الشخص يفرح إذا ذُكر في مجلس في حال غيبته، وبُلِّغ بهذا الذكر، والله ذكرك فلان البارحة، وأثنى عليك، ولو كان من أراذل الناس إذا قال: أثنى عليك فرح فرحًا شديدًا فضلاً عن أن يكون ممن له شأن، يختلف، هذا يمكن ما ينام هاك الليلة غافل أو متغافل عن هذا الحديث «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي»، وقد يذكر في مكان فيه خليط من الناس، منهم من له شأن، ومنهم من لا شأن له، والله -جل وعلا- إذا ذكره في ملأ ذكره في ملأ خير منهم من الملائكة، ومن أفضل من الملائكة؟!

أحسن الله إليك.

"وهذه معية خاصة، تفيد عظمة ذكره تعالى، وأنه مع ذاكره برحمته ولطفه وإعانته والرضى بحاله، وقال ابن أبي جمرة: معناه أنا معه بحسب ما قصده من ذكره لي، ثم قال.."

هذه هي المعية الخاصة المثبتة لله -جل وعلا-: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [سورة التوبة:40]، {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ} [سورة النحل:128]، وغير ذلك من النصوص التي جاءت بالدلالة على المعية الخاصة، وهي معية الحفظ والإعانة والتوفيق والتسديد، بخلاف المعية العامة التي لجميع الخلق.

أحسن الله إليك.

"ثم قال: يحتمل أن يراد الذكر بالقلب أو باللسان أو بهما معًا، أو بامتثال الأمر واجتناب النهي، قال: والذي تدل عليه الأخبار أن الذكر على نوعين: أحدهما مقطوع لصاحبه بما تضمنه هذا الخبر، والثاني على خطر، قال: والأول مستفاد من قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} [سورة الزلزلة:7]، والثاني من الحديث الذي فيه: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدًا»، لكن إن كان في حال المعصية يذكر الله لخوف ووجل فإنه يرجى له."

لا شك أنه إذا تواطأ القلب مع اللسان ترتبت الآثار على الذكر، إذا تواطأ القلب مع اللسان، وهذا محل اتفاق بين أهل العلم، لكن الذكر بالقلب المجرد عن اللسان فهذا ليس بذكر، هذا فكر وتفكر، هذا يختلف عن الذكر، وما جاء من الثواب على الذكر، وأما إذا كان باللسان فقط دون القلب فما رتب على مجرد القول من قال كذا فله كذا يثبت له أجره، إن شاء الله تعالى؛ لأنه يصح أنه قال، ومنهم من يقول: إن مجرد تحريك اللسان بالذكر من غير مرور على القلب هذا لا يفيد، هذا قول كثير من أهل العلم، وهذا يجعل الإنسان يهتم ويحتاط كيف أصيب بهذه المصيبة، وقد ذكر ما رتب عليه حفظه من هذه المصيبة إلا أن القلب غير حاضر، والله -جل وعلا- لا يستجيب لدعاء من قلب غافل، فيحضر الإنسان من هذا، وإن كان ابن حجر رجح أنه بمجرد القول تترتب الآثار المعلَّقة به في الحديث، لكن هناك آثار أخرى مبنية على تواطؤ القلب مع اللسان، وتعلق القلب بالله -جل وعلا-.

أحسن الله إليك.

"وعن معاذ بن جبل أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله». أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني بإسناد حسن.

 الحديث من أدلة فضل الذكر، وأنه من أعظم أسباب النجاة من مخاوف عذاب الآخرة، وهو أيضًا من المنجيات من عذاب الدنيا ومخاوفها، ولذلك يقرن، ولذلك يَقرن الله تعالى الأمر بالثبات في قتال الأعداء وجهادهم بالأمر بذكره؛ قال -عز قائلًا كريمًا-: {إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً} [سورة الأنفال:45] وغيرها من الآيات القرآنية والأحاديث الواردة في مواقف الجهاد.

 وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما جلس قوم مجلسًا يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده». أخرجه مسلم.

 دل على فضيلة مجالس الذكر والذاكرين، وعلى فضيلة الاجتماع على الذكر، وأخرج البخاري: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تعالى تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا» الحديث، وهذا من فضائل مجالس الذكر تحضرها الملائكة بعد التماسهم لها، والمراد بالذكر التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد وتلاوة القرآن، ونحو ذلك. وفي حديث البزار، وفي حديث البزار: أنه تعالى يسأل ملائكته ما يصنع العباد؟ أنه تعالى يسأل ملائكته: ما يصنع العباد؟ وهو أعلم بهم، فيقولون: يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك، ويسألونك لآخرتهم ودنياهم. والذكرُ حقيقةٌ في ذكر اللسان، ويؤجر عليه الناطق، ولا يشترط استحضار معناه، وإنما يشترط ألا يقصد غيره، فإن انضاف إلى الذكر باللسان الذكر بالقلب فهو أفضل، وإن انضاف إليهما استحضار معنى الذكر وما اشتمل عليه من تعظيم الله تعالى ونفي النقائص عنه ازداد كمالاً، فإن وقع ذلك في عمل صالح مما فُرض من صلاة أو جهاد أو غيرهما فكذلك، فإن صح التوجه وأخلص لله تعالى فهو أبلغ في الكمال.

 وقال الفخر الرازي: المراد بذكر اللسان الألفاظ الدالة على التسبيح والتحميد والتمجيد، والذكر بالقلب التفكر في أدلة الذات والصفات، وفي أدلة التكاليف من الأمر والنهي حتى يطلع على أحكامه، وفي أسرار مخلوقات الله، وفي أسرار مخلوقات الله، والذكر بالجوارح هو أن تصير مستغرقة بالطاعات، ومن ثمت سمى الله تعالى الصلاة ذكرًا في قوله: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [سورة الجمعة:9].

 وذكر بعض العارفين أن الذكر على سبعة أنحاء؛ فذكر العينين بالبكاء، وذكر الأذنين بالإصغاء، وذكر اللسان بالثناء، وذكر اليدين بالعطاء، وذكر البدن بالوفاء، وذكر القلب بالخوف والرجاء، وذكر الروح بالتسليم والرضا.

 وورد في الحديث ما يدل على أن الذكر أفضل الأعمال جميعها، وهو ما أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء مرفوعًا: «ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى، قال: «ذكر الله»، ولا تعارضه أحاديث فضل الجهاد، وأنه أفضل من الذكر؛ لأن المراد بالذكر الأفضل من الجهاد ذكر اللسان والقلب، والتفكر في المعنى، واستحضار عظمة الله تعالى، فهذا أفضل من الجهاد، والجهاد أفضل من الذكر باللسان فقط.

 قال ابن العربي: إنه ما من عمل صالح إلا والذكر مشترَط في تصحيحه، فمن لم يذكر الله عند صدقته أو صيامه أو صلاته أو حجه فليس عمله كاملاً، فصار الذكر أفضل الأعمال من هذه الحيثية، ويشير إليه حديث: «نية المؤمن خير من عمله»."

الحديث ضعيف عند أهل العلم، ويبقى أن كل إنسان يوجَّه إلى ما يناسبه، وما هو أنفع فيه لنفسه ولغيره، قد يكون الذكر لبعض الناس أنفع له من الصيام، وقد يكون الصيام لبعض الناس أنفع لقلبه من مجرد الذكر باللسان، إلى غير ذلك، وقد يكون في وقت يرجح عنده الصيام، وفي وقت ترجح الصلاة، وفي وقت ترجح له قراءة القرآن.

 المقصود أن تنوُّع العبادات من نعم الله- جل وعلا- على عباده، فقد يكون الإنسان هذا الذكر مناسب له، وغيره يناسبه هذا العمل، وآخر يناسبه عمل البدن، وثالث يناسبه الصدقة بالمال، إلى غير ذلك مما جاءت النصوص بتفضيله مطلقًا، لا بد أن يقيَّد بالنصوص الأخرى.

أحسن الله إليك.

"وعنه، أي أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما قعد قوم مقعدًا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة». أخرجه الترمذي وقال: حسن.

 فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم، وأخرجه أحمد بلفظ: «ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله تعالى فيه إلا كان عليهم ترة، وما من رجل يمشي طريقًا فلم يذكر الله تعالى إلا كان عليه ترة، وما من رجل أوى إلى فراشه فلم يذكره الله إلا كان عليه ترة»، وفي رواية: «إلا كان حسرة يوم القيامة، وإن دخلوا الجنة للثواب». والترة بمثناة فوقية مكسورة.."

والحسرة لا تعني أنه يدخل النار، ولا يدخل الجنة لو نزلت منزلته لا شك أنه يتمنى أن تكون منزلته أعظم، ولذلك ما من ميت يموت إلا وقد استعتب وندم لماذا؟ إن كان محسنًا ندم ألا يكون ازداد من الإحسان، وإن كان مسيئًا أسف على إساءته، وندم على تفريطه، وندم على تضييع أوقاته وشغلها بالأعمال الصالحة.

أحسن الله إليك.

"والترة بمثناة فوقية مكسورة فراء بمعنى الحسرة، وقال ابن الأثير: هي النقص، والحديث دليل على وجوب الذكر لله، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في المجلس؛ لورود الوعيد على ترك ذلك سيما مع تفسير الترة بالنار أو العذاب، فقد فسرت بهما، فإن التعذيب لا يكون إلا لترك واجب أو فعل محظور، وظاهره أن الواجب هو الذكر لله تعالى والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- معًا، وقد عدت مواضع الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فبلغت ستة وأربعين موضعًا.

 قال أبو العالية: معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند ملائكته، ومعنى صلاة الملائكة عليه الدعاء له بحصول الثناء والتعظيم، وفيها أقوال أخر، هذا أجودها، وقال غيره: الصلاة منه تعالى على رسوله -صلى الله عليه وسلم- تشريف وزيادة تكرمة، والصلاة على من دون النبي رحمة، فمعنى قولنا: اللهم صل على محمد عظم محمدًا، والمراد بالتعظيم إعلاء ذكره، وإظهار دينه، وإبقاء شريعته في الدنيا والآخرة، في الدنيا وفي الآخرة، بإحراز مثوبته، وتشفيعه في أمته، والشفاعة العظمى للخلائق أجمعين في المقام المحمود، ومشاركة الآل والأزواج، ومشاركة الآل والأزواج بالعطف يراد به في حقهم التعظيم اللائق بهم، وبهذا يظهر وجهه اختصاص الصلاة بالأنبياء استقلالاً دون غيرهم، ويتأيد هذا بما أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس يرفعه: «إذا صليتم علَيَّ فصلوا على أنبياء الله فإن الله تعالى بعثهم كما بعثني»، فجعل العلة البعثة، فتكون مختصة بمن بعث."

وعلى هذا جرى العرف عند أهل العلم أن الصلاة خاصة بالنبي -عليه الصلاة والسلام- والأنبياء، وأما من عداهم فإن كان من الصحابة فالترضي، وإن كان ممن دونهم فالترحم، هذا الذي جرى عليه العرف عند أهل العلم على سبيل الاستقلال، أما على سبيل التبع فلا مانع أن يصلى على الآل، ولا مانع من أن يصلى على الأصحاب، وجاء بعض الأحاديث التي فيها الصلاة على غير الأنبياء على سبيل الاستقلال، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- «اللهم صل على آل أبي أوفى»؛ امتثالا لقول الله -جل وعلا-: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [سورة التوبة:103]، فهو يمتثل هذا الأمر، فصلى على آل أبي أوفى لما جاؤوا بصدقتهم، لما جاء أبو أوفى بصدقته.

طالب: .............

نعم.

طالب: ............

والله ما فيه ما يدل على أنهم.. كان من أفضلهم الحواريون {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً} [سورة المائدة:112]، ما تقدر أن تجزم بأمور سبقت لم يُنقَل فيها نقل صحيح، النبي يبعث ما معه أحد بعد.

طالب: .............

نعم، سبعين، ماذا صار عليهم بعد؟ ماذا فعلوا؟ {اجْعَل لَّنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [سورة الأعراف:138]، الله المستعان، ما فيه أفضل من أصحاب محمد -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .............

كذلك لا يخص علي ولا غيره -رضي الله عنه وأرضاه- هو كغيره.

طالب: .............

في الصلاة الإبراهيمية فقط ما جاء في غيرها في الصلاة.

طالب: .............

في الصلاة، في الصلاة في التشهد مبتدع ما عندنا شك.

طالب: .............

ما فيه شيء الامتثال يتم {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [سورة الأحزاب:56]، ما فيه غيره، تقول: صلى الله عليه وسلم، هذه طريقة أهل العلم، أما أن نتهم أهل العلم أنهم لا يصلون على الآل ممالأة للحكام نقول: هذا كلام باطل، يقول به الصنعاني والشوكاني وصديق وغيرهم، فيرون أن الصلاة على الآل واجبة مثل الصلاة عليه نقول: نعم، في التشهد واجبة، أما ما عداها فما فيه ما يدل على ذلك، بل هم كالصحابة، هم لهم حق، وهم وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- ومن باب الوفاء له ولهم -عليه الصلاة والسلام- أن نصلي عليهم تبعًا له، لكن الآل، كيف وصل لنا الدين؟ الصحابة كيف وصل لنا الدين إلا من طريقهم، ولذلك ما تجد في كلام أهل العلم صلى الله عليه وآله وسلم لا أبد إلا الرافضة فقط، أما في التشهد نعم هذا واجب ما أحد ينكره.

طالب: .............

نشر هذا في الأخير اتباعًا لصديق والصنعاني والشوكاني هم الذي نشروه، واتهموا عامة أهل العلم أنهم مالؤوا الحكام، وتركوا الصلاة على الآل مماراة للحكام ومداراة لهم من يظن بأهل العلم هذا؟

أحسن الله إليك.

"وأخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن عباس: ما أعلم الصلاة تنبغي لأحد على أحد إلا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحكي القول به عن مالك، وحكى القول به عن مالك، وقال: ما تُعبدنا به. قال القاضي: عامة أهل العلم على الجواز، قال: وأنا أميل إلى قول مالك، وهو قول المحققين من المتكلمين والفقهاء، قالوا: يُذكر غير الأنبياء بالترضي لا بالصلاة والغفران والصلاة على غير الأنبياء استقلالاً لم تكن من الأمر بالمعروف، وإنما حدثت في دولة بني هاشم، يعني العبيديين، وأما الملائكة -عليهم الصلاة والسلام والتحية والإكرام- فلا أعلم فيه حديثًا، وإنما يؤخذ ذلك من حديث ابن عباس؛ لأن الله سماهم رسلاً، وأما المؤمنون فقالت طائفة: لا تجوز استقلالاً، وتجوز تبعًا فيما ورد به النص كالآل والأزواج والذرية، ولم يُذكَر في النص غيرهم، فيكون ذلك خاصًّا، ولا يقاس عليهم الصحابة ولا غيرهم."

لكن هذا الكلام في التشهد في الصلاة الإبراهيمية فقط، ولم يرد غيره.

أحسن الله إليك.

"وقد بيَّنا أنه يدعى للصحابة ونحوهم بما ذكر الله تعالى من أنه رضي الله عنهم وبالمغفرة كما أمر بها رسوله في قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [سورة محمد:19]، كما أمر به رسوله بقوله: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [سورة محمد:19]، وأما الصلاة عليهم استقلالاً فلم ترد، والمسألة فيها خلاف معروف.

لم ترد استقلالاً، نعم أما تبعًا فلا مانع منها، بل من الوفاء والاعتراف بفضلهم وحقهم الذين حملوا لنا الدين وحملوه للأمة، يعني لولا الصحابة ما عرف الدين في القرن الثاني أصلاً انمحت معالمه واندرس كيف وصل إلى القرن الثاني إلا عن طريق الصحابة كيف وصل إلى آخر القرون إلا عن طريق من تلقاه عنهم.

أحسن الله إليك.

"وأما الصلاة عليهم استقلالاً فلم ترد، والمسألة فيها خلاف معروف فقال بجوازه البخاري، ووردت أحاديث بأنه -صلى الله عليه وسلم- صلى على آل سعد بن عبادة، كما أخرجه أبو داود والنسائي بسند جيد، وورد أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى على آل أبي أوفى، فمن قال بجوازه استقلالاً على سائر المؤمنين فهذا دليله، ومن أدلته أن الله تعالى قال: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ} [سورة الأحزاب:43]، ومن منع قال: هذا ورد من الله ومن رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يرد الإذن لنا.

 وقال ابن القيم يصلى على غير الأنبياء والملائكة وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- وذريته وأهل طاعته على سبيل الإجمال، ويكره في غير الأنبياء لشخص مفرد بحيث يصير شعارًا لاسيما إذا ترك في حق مثله أو أفضل منه، كما تفعله الرافضة، فلو اتفق وقوع ذلك مفردًا في بعض الأحايين من غير أن يتخذ شعارًا لم يكن فيه بأس، اختلفوا  أيضًا في السلام على غير الأنبياء بعد الاتفاق على مشروعيته في تحية الحي فقيل: يشرع مطلقًا، وقيل: تبعًا، ولا يفرد بواحد؛ لكونه صار شعارًا للرافضة، فنقله النووي عن الشيخ محمد الجويني."

أبي محمد.

أحسن الله إليك.

"ونقله النووي عن الشيخ أبي محمد الجويني، قلت.."

ماذا عندك؟ محمد؟

طالب: .............

نعم، أبي محمد أبوه والد إمام الحرمين معروف، لكن أنا عندي محمد، وهو أبو محمد والد أبي المعالي والده.

أحسن الله إليك.

"قلت: هذا التعليل بكونه صار شعارًا لا ينهض على المنع، والسلام على الموتى قد شرعه الله على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-.."

لئلا يقال: إن الصلاة على الآل مع النبي -عليه الصلاة والسلام- دون الصحابة شعار للرافضة، فيرد عليه هذا الكلام، ومن قال: لا ينهض، وهذا التعليل بكونه صار شعارًا لا ينهض على المنع.

أحسن الله إليك.

"والسلام على الموتى قد شرعه الله على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين»، وكان ثابتًا في الجاهلية، كما قال الشاعر:

عليك سلام الله قيس بن عاصم

 

ورحمته ما شاء أن يترحما

فما كان قيس موته موت واحد

 

ولكنه بنيان قوم تهدما

وعن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أربعة أنفس من ولد إسماعيل». متفق عليه.

 زاد مسلم: «له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»، وفي لفظ: «من قال ذلك في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك»."

هل الأفضل أن يأتي بالمائة مفرقات على عشرات؛ ليكون كمن أعتق أربعين؟ أو الأفضل أن يأتي بها مجموعة، فيكون كمن أعتق عشرًا، وحصل له ما ذكر في الحديث مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان.

طالب: .............

هذا الذي يجمع، لكن أنا ما عندي إلا مائة باليوم أجمعهن أم أفرقهن؟

طالب: .............

يجمعهن كمن أعتق أربعين لو فرقهن، يعني في معاملة المخلوق الجملة أرخص وأزيد له، لكن في معاملة الخالق أيهم أفضل؟

طالب: .............

أنت تتعامل مع خالق فضله لا يُحَد وكرمه ولطفه وجوده فأنت على أي حال جمعت أو فرقت على خير، إن شاء الله.

"وأخرج أحمد.."

طالب: .............

كيف تنوي أربعين؟

طالب: .............

هذه لو أنك عشر مفرقات بمجرد وعد الصادق الذي لا يخلف المتفق عليه كمن أعتق أربعين، لكن لو أنك قلت: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.... إلى آخره مائة مرة، كنت كمن أعتق عشرًا، إضافة إلى مائة حسنة، وحط عنك مائة سيئة، وكانت حرزًا لك من الشيطان حتى تمسي.

طالب: .............

كيف؟

طالب: .............

كيف واحد؟

طالب: .............

لا إله إلا الله مرة واحدة هذه لها أجرها، لكن لا عتق أربع، ولا عتق عشر ولا.. بأجرها.

أحسن الله إليك.

"وأخرج أحمد من طريق عبد الله بن يعيش عن أبي أيوب وفيه: «من قال إذا صلى الصبح: لا إلا الله»، فذكره بلفظ: «عشر مرات كن كعدل أربع رقاب، وكتب له بهن عشر حسنات، ومحي عنه بهن عشر حسنات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له حرزًا من الشيطان حتى يمسي، وإذا قال بعد المغرب فمثل ذلك»، وسنده حسن، وأخرج جعفر في الذكر عن أبي أيوب رفعه.."

من جعفر الفريابي من هو؟

ما ذكر.

ما هو عندكم؟

طالب: .............

كمِّل.

أحسن الله إليك.

"وأخرجه جعفر في الذكر عن أبي أيوب رفعه: «من قال حين يصبح»، فذكر مثله، لكن زاد «يحيي ويميت»، وقال: «تعدل عشر رقاب، وكان له مِسلحة..»."

مَسلحة..

أحسن الله إليك.

وكان له مَسلحة من أول نهاره إلى آخره، ولم يعمل يومئذ عملاً يقهرهن، وإن قال مثل ذلك حين يمسي فمثل ذلك»، وذكر العشر الرقاب، وذكر العشر الرقاب في بعضها، والأربع في بعضها، وذكْر العشر الرقاب في بعضها، والأربع في بعضها كأنه باعتبار الذاكرين في استحضارهم معاني الألفاظ بالقلوب، وإمحاض التوجه والإخلاص لعلام الغيوب، فيكون اختلاف مراتبهم باعتبار ذلك وبحسبه، كما قال القرطبي.

 وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال: سبحان الله وبحمده، مائة مرة حطت عنه خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر». متفق عليه.

معنى سبحان الله تنزيهه عن كل ما لا يليق به من نقص، فيلزم نفي الشريك، فيلزم نفي الشريك والصاحب والولد وجميع الرذائل والتسبيح يطلق على جميع ألفاظ الذكر، ويطلق على صلاة النافلة، ومنه صلاة التسبيح.."

يقال لها: سبحة كسبحة الضحى.

أحسن الله إليك.

"ومنه صلاة التسبيح خصت بذلك؛ لكثرة التسبيح فيها."

لكنها ضعيفة لم ترد بسند صحيح.

"وفي الحديث دلالة أنه.."

لحظة.

طالب: .............

أين؟

طالب: .............

لهم فضل على كل حال في الحديث الصحيح أنه أعتق من خولان أنه فلان من الصحابة أعتق من خولان قال: أعتق من بني تميم فإنهم من ولد إسماعيل لهم ميزة بهذه النصوص.

طالب: .............

ماذا فيه؟

طالب: .............

بعد الصلاة بعد الصلاة.

طالب: .............

ما يصلح التي تقال بعد الصبح وبعد المغرب من صلاة الصبح وبعد صلاة المغرب، وهو ثانٍ رجله قبل أن يقوم من مقامه.

أحسن الله إليك.

"وفي الحديث دلالة أنه يكفَّر بهذا الذكر الخطايا، وظاهره ولو كبائر، والعلماء يقيدون ذلك بالصغائر، ويقولون: لا تمحى الكبائر إلا بالتوبة."

لأنه جاء القيد في نصوص كثيرة: «ما لم تغش كبيرة» «ما اجتنبت الكبائر» {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [سورة النساء:31]، فدل على استصحاب هذا القيد.

أحسن الله إليك.

"وقد أورد على هذا سؤال، وهو أنه يدل على أن التسبيح أفضل من التهليل، فإنه قال في التهليل: إن من قال: مائة مرة في يوم محيت عنه مائة سيئة، كما قدمناه، وهنا قال: «حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر»، والأحاديث دالة على أن التهليل أفضل؛ فقد أخرج الترمذي والنسائي، وصححه، وابن حبان والحاكم من حديث من حديث جابر مرفوعًا: «أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله»."

«وأفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له».

أحسن الله إليك.

"وهي كلمة التوحيد والإخلاص، وهي اسم الله الأعظم، ومعنى التسبيح داخل فيها، فإنه التنزيه عما لا يليق بالله -عز وجل-، وهو داخل في: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك..» إلى آخره. وفضائلها عديدة، وأجيب عنه بأنه انضاف إلى ثواب التهليل مع التكفير ثلاثة أمور رفع الدرجات وكتب الحسنات، وعتق الرقاب، والعتق يتضمن تكفير جميع السيئات، فمن أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوًا منه في النار، كما سلف، وظاهر الأحاديث أن هذه الفضائل لكل ذاكر، وذكر القاضي عياض عن بعض العلماء أن الفضل الوارد في مثل هذه الأعمال الصالحة والأذكار إنما هو لأهل الفضل والدين والطهارة من الجرائم العظام، وليس لمن أصر على شهواته، وانتهك دين الله وحرماته بلا حق، وليس من أصر على شهواته، وانتهك دين الله وحرماته بلا حق بالأفاضل المطهرين.."

بلاحق.

أحسن الله إليك.

"بلاحق بالأفاضل المطهرين في ذلك، ويشهد له قوله تعالى: {اًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [سورة الجاثية:21] الآية.

 وعن جويريَّة بنت الحارث -رضي الله عنها- أنها قالت.."

وعن من؟

وعن..

جويريَّة.

جويريَة.

أحسن الله إليك.

"وعن جويريَة بنت الحارث -رضي الله عنها- قالت: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لقد قلتُ بعدك أربع كلمات لو وزنت بما قلتِ» بكسر التاء خطاب لها «منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته». أخرجه مسلم.

«عدد خلقه» منصوف صفة مصدر محذوف تقديره أسبحه تسبيحًا، ومثله أخواته، وخلْقه شامل لما في السموات والأرض وفي الدنيا والآخرة. «ورضاء نفسه» أي عدد من رضي الله عنهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ورضاه عنهم لا ينقضي ولا ينقطع. «وزنة عرشه» أي زنة ما لا يعلم قدر وزنه إلا الله. «ومداد كلماته» بكسر الميم هو ما تمد به الدواة كالحبر."

إذا كانت السموات السبع بالنسبة إلى العرش كدراهم سبعة ألقيت في فلاة ماذا يصير وزن العرش؟

 الله المستعان لا إله إلا الله.

أحسن الله إليك.

"والكلمات هي معلومات الله ومقدوراته، وهي لا تنحصر، ولا تتناهى."

وما تكلم به، ما تكلم به كلمات الله عدد كلماته ما تكلم به مما لا نهاية له معه -جل وعلا- في البداية إلى آخر ما يتكلم به {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} [سورة الكهف:109] يعني حبر تكتب به الكلمات {لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} [سورة الكهف:109]، إذا كانت أخذة القلم التي لا تعادل نقطة من الحبر يكتب بها عشرات الصفحات، فكيف بالبحر والمراد جنس البحر ما هو بحر واحد.

طالب: .............

بالفتح نعم.. كثرة المهم أنها كثرة لا تتناهى.

طالب: .............

ما هو؟

طالب: .............

رضا نفسه.

طالب: .............

الأصل أنها مقصورة رضا رضا نفسه.

أحسن الله إليك.

"مدادها هو كل هو كل مُدة يكتب.."

مِدَّة.

أحسن الله إليك.

"هو كل مِدَّة يكتب بها معلوم أو مقدور وذلك لا ينحصر ومتعلقه غير منحصر كما قال الله تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي} [سورة الكهف:109] الآية.

 الحديث دليل على فضل هذه الكلمات، وأن قائلها يدرك فضيلة تكرار القول بالعدد المذكور. وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الباقيات الصالحات لا إله إلا الله، وسبحان الله، والله أكبر، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله»."

الباقيات الصالحات المشار إليها في سورة الكهف، وهي غراس الجنة، كما جاء أن إبراهيم الخليل- عليه السلام- لما رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- في ليلة الإسراء قال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة قيعان، وأن غراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، يعني في ثانية تغرس شجرة في الجنة، والآن الناس في سنين يغرسون الشجرة يمكن تطلع أم ما تطلع، ومع ذلك صابرين؛ لأنهم يشوفون الثمرة ولو بعد حين ويؤملون، لكن الآن قل: سبحان الله، هذه خلاص شجرة مثمرة.

طالب: .............

لا لا، هو الأصل أنها من أذكار الصباح قالته في الصباح، لكن لا يمنع أن هذا الفضل ثابت في كل وقت.

طالب: .............

ماذا؟

طالب: .............

لا، هو في مقابل الكثرة، لكن إذا زدت فالله أكثر.

أحسن الله إليك.

"أخرجه النسائي، وصححه ابن حبان والحاكم الباقيات الصالحات، يراد بها الأعمال التي يبقى لصاحبها أجرها أبد الآباد، وفسرها -صلى الله عليه وسلم- بهذه الكلمات، ويحتمل أنه تفسير لقوله تعالى: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} [سورة الكهف:46]، الآية، وقد جاء في الأحاديث تفسيرها بأفعال الخير، فأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من حديث ابن عباس: «الباقيات الصالحات هن ذكر الله، هن ذكر الله: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، وتبارك الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأستغفر الله، وصلى الله على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والصيام والصلاة والحج، والصدقة، والعتق، والجهاد، والصلة، وجميع أنواع الحسنات هن الباقيات الصالحات التي تبقى لأهلها في الجنة»."

يعني ما بقي ثوابه وأثره لصاحبه.

أحسن الله إليك.

"وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن قتادة: «الباقيات الصالحات كل شيء من طاعة الله فهو من الباقيات الصالحات»، ولا ينافي تفسيرها في الحديث بما ذُكر، فإنه لا حصر فيه عليها.

 وعن سمرة بن الجندب -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أحب الكلام إلى الله أربع، لن يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر». أخرجه مسلم.

 إنما كانت أحبها إليه تعالى؛ لاشتمالها على تنزيهه، وإثبات الحمد له، والوحدانية، والأكبرية. وقوله: "لا يضرك بأيهن بدأت" دل على أنه لا ترتيب بينها، ولكن تقديم التنزيه أولى؛ لأنها تقديم التخلية- بالخاء المعجمة- على التحلية -بالحاء المهملة-، والتنزيه: تخلية عن كل قبيح، وإثبات الحمد والوحدانية والأكبرية تحلية بكل صفات الكمال، لكنه لما كان تعالى منزهًا ذاتًا.."

التخلية قبل التحلية، وهذا ظاهر في المحسوسات والمعنويات، أنت لو أردت أن تعيد صبغ هذا الجدار، وفيه كتابات، ووسخ، وفيه أشياء أنت تصبغ أم ترفع الأوساخ هذي التي في الجدار بحيث لا يتأثر أو يظهر منها شيء بعد التحلية؟ لا بد من التخلية قبل أن تنظف الجدار، ثم تصبغ.

أحسن الله إليك.

"لكنه لما كان تعالى منزَّهًا ذاتًا عن كل قبيح لم تضر البداءة بالتحلية وتقديمها على التخلية، والأحاديث في فضل هذه الكلمات مجموعة ومتفرقة بحر لا تنزفه الدلاء، ولا يتسع له الإملاء، وكفى بما في الحديث من أنها الباقيات الصالحات، وأنها أحب الكلام إلا الله تعالى.

 وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنه قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا عبد الله بن قيس، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله». متفق عليه. زاد النسائي من حديث أبي موسى: «لا ملجأ من الله إلا إليه» أي.."

لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة، ما الذي يُكنز عادة؟ ما هو النفيس؟ النفيس هو الذي يكنز، والذي يخشى عليه، فإذا كانت الجنة ترابها المسك، ترابها المسك، ماذا تريد أن يدفن تحت هذا المسك؟!

أنت ما خشيت على المسك أن يسرق بقدر ما خشيت على هذا الكنز الذي تحته لا حول ولا قوة إلا بالله يدل على عظمة هذه الكلمة.

أحسن الله إليك.

"أي أن ثوابها مدخر في الجنة، وهو ثواب نفيس، كما أن الكنز أنفس أموال العباد، فالمراد مكنون ثوابها عند الله لكم؛ وذلك لأنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا راد لأمره، وأن العبد لا يملك شيئًا من الأمر والحول والحركة والحيلة، أي لا حركة ولا استطاعة.. والحِيلة أي لا حركة ولا استطاعة ولا حِيلة إلا بمشيئة الله. وروي تفسيرها مرفوعًا أي لا حول عن المعاصي إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بالله.

 ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: «كذلك أخبرني جبريل عن الله تبارك وتعالى». وقوله: «ولا ملجأ» مأخوذ من لجأ إليه، وهو بفتح الهمزة، يقال: لجأت إليه، والتجأت، إذا استندت إليه واعتضدت به، أي لا مستند من الله ولا مهرب عن قضائه إلا إليه.

 وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن الدعاء هو العبادة». رواه الأربعة، وصححه الترمذي، ويدل له قوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر:60]، وتقدم الكلام.."

فلما جعل اللفظ في مقام اللفظ دل على أن معناهما واحد، {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [سورة غافر:60]، ما قال: عن دعائي، فدل على أن الدعاء هو العبادة وفي مقابله: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} [سورة الفرقان:77]، يعني عبادتكم وصلاتكم وغيرها.

طالب: .............

ما هي؟

 إذا إذا..

طالب: .............

ما الذي قبله؟

طالب: .............

قبلها إذا أم إيش؟

طالب: .............

يقال: لجأت إذا استندت إذا أم أي؟

طالب: .............

إذا استندتَ وإذا استعلت أي إذا استندتُ.

أحسن الله إليك.

"وله، أي للترمذي من حديث أنس مرفوعًا.."

دائمًا نرد على ما يقرون، أنت ما تحضر؟! تحضر..

طالب: .............

لا، اعرف.

أحسن الله إليك.

"وله، أي للترمذي من حديث أنس مرفوعًا بلفظ: «الدعاء مخ العبادة» أي خالصها؛ لأن مخ الشيء خالصه، وإنما كان مخها لأمرين:

 الأول: أنه امتثال لأمر الله تعالى، حيث قال: {ادْعُونِي} [سورة غافر:60]. الثاني: أن الداعي إذا علم أن نجاح الأمور من الله انقطع عما سواه، وأفرده بطلب الحاجات وإنزال الفاقات، وهذا هو مراد الله تعالى من العبادة.

 وله، أي للترمذي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- رفعه: «ليس شيء على الله أكرم من الدعاء». وصححه ابن حبان والحاكم.

 وعن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد». أخرجه النسائي وغيره، وصححه ابن حبان وغيره. تقدم الحديث بلفظ آخر، تقدم الحديث بلفظه آخِر باب الأذان.."

نعم.

بلفظ آخر في باب الأذان.

أحسن الله إليك.

"تقدم الحديث بلفظ آخَر في آخِر باب الأذان، وتقدم الكلام عليه، ويتأكد الدعاء بعد الصلاة المكتوبة؛ لحديث الترمذي.."

في آخِر باب الأذان؟

طالب: .............

بلفظ آخَر في باب الأذان..

طالب: .............

في آخِر باب الأذان..

أحسن الله إليك.

"وتقدم الكلام عليه.

 ويتأكد الدعاء بعد الصلاة المكتوبة لحديث الترمذي، وعن أبي أمامة أنه قال: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: «جوف الليل، وأدبار الصلوات المكتوبات»، وأما هذه الهيئة التي يفعلها الناس في الدعاء بعد السلام من الصلاة بأن يبقى الإمام مستقبل القبلة، والمؤتمون خلفه يدعون فقال ابن القيم: لم يكن ذلك من هدي.."

المؤتمون خلفه يدعو ويدعون، يعني يدعون بدعائه.

أحسن الله إليك.

"فقال ابن القيم: لم يكن ذلك من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا روي عنه في حديث صحيح ولا حسن، وقد وردت أحاديث في الدعاء بعد الصلاة معروفة، وورد التسبيح والتحميد والتكبير كما سلف في الأذكار بعد الصلاة.

 وعن سلمان -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن ربكم حيي» من الحياء بزنة نسي وحشي، «كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا». أخرجه الأربعة إلا النسائي، وصححه الحاكم.

 وصفه تعالى بالحياء يحمل على ما يليق بجلاله وكبريائه كسائر الصفات نؤمن بها ولا نكيفها.."

على مذهب السلف، وإن كان الصنعاني أوَّل بعض الصفات، مر أنه أوَّل، له تأويلات، لكنها قليلة، وهو في الجملة على مذهب السلف في هذا الباب، إلا أنه خرج في أشياء يسيرة، عنده شيء من التأويل، لكنه يسير.

أحسن الله إليك.

"ولا يقال: إنه مجاز، وتطلب له العلاقات، هذا مذهب أئمة الحديث والصحابة وغيرهم. وصفرًا بكسر الصاد المهملة وسكون الفاء أي خالية.

 في الحديث دلالة على استحباب رفع اليدين في الدعاء، والأحاديث فيه كثيرة."

أكثر من مائة حديث في رفع اليدين في الدعاء، وللسيوطي رسالة اسمها فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء يصل إلى حد التواتر.

أحسن الله إليك.

"وأما حديث أنس: لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء فالمراد به المبالغة في الرفع، وأنه لم يفعله إلا في الاستسقاء، وأحاديث رفعه -صلى الله عليه وسلم- يديه في الدعاء أفردها الحافظ المنذري في جزء، وأخرج أبو داود وغيره من حديث ابن عباس: "المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك، والاستسقاء أن تشير بأصبع واحدة، والابتهال أن تمد يديك جميعًا". وهو موقوف."

لكن ثبت رفع اليدين في الاستسقاء في البخاري وغيره.

طالب: .............

ما فيه إلا الاستسقاء في خطبة الجمعة إذا رفع الخطيب يديه واستسقى يرفع الناس أيديهم ويستسقون فقط.

طالب: وعلى هذا ينزل حديث أنس...

نعم.

طالب: .............

على هذا نعم.

طالب: .............

يشير بها، يدعو بها أحيانًا، وليس دائمًا، لكن رفع اليدين هو المستفيض في الجمعة وفي غيرها يرفع يديه يدعو بها كما كان يدعو بها في التشهد.

طالب: .............

يؤمن، لا يرفع الإمام، ولا يرفع المأموم.

أحسن الله إليك.

"وأما مسح اليدين بعد الدعاء فورد فيه الحديث الآتي."

طالب: .............

يفعله أحيانًا، لكن لا يكون جماعيًّا.

طالب: .............

لا.

طالب: .............

لا بأس، لكن لا يتخذه عادة بحيث كل ما صلى رفع يديه.

أحسن الله إليك.

"وأما مسح اليدين بعد الدعاء فورد فيه الحديث الآتي.

 وعن عمر -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه. أخرجه الترمذي، وله شواهد، منها حديث ابن عباس عند أبي داود وغيره، ومجموعها يقضي بأنه حديث حسن.

 فيه دليل.."

والمرجح أنه ضعيف لا يصل إلى حد الحسن.

أحسن الله إليك.

"فيه دليل على مشروعية مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء. قيل: وكأن المناسبة أنه تعالى لما كان لا يردهما صفرًا فكأن الرحمة أصابتهما، فناسب إفاضة ذلك على الوجه الذي هو أشرف الأعضاء وأحقها بالتكريم."

لكن على طريقة الجمهور الذين يعملون بالضعيف في الفضائل، يعملون بمثل هذا.

أحسن الله إليك.

"وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة». أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان.

 المراد: أحقهم بالشفاعة أو القرب من منزلته في الجنة. وفيه فضيلة الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، وقد تقدمت قريبًا، ولو أضاف هذا الحديث إلى ما سلف، لكان أوفق، لكان أوفق.

وعن شداد بن أوس -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، وأعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»أخرجه البخاري. وتمام الحديث: «من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة».

 قال الطيبي: لما كان هذا الدعاء جامعًا لمعاني التوبة استعير له اسم السيد، وهو في الأصل الرئيس الذي يُقصَد إليه في الحوائج، ويرجع إليه في الأمور، وجاء في رواية الترمذي: «ألا أدلك على سيد الاستغفار»، وفي حديث جابر عند النسائي: «تعلموا سيد الاستغفار». وقوله: «لا إله إلا أنت خلقتني» إلى آخره وقع في رواية: «اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت خلقتني» إلى آخره، وزاد فيه: «آمنت لك مخلصًا لك ديني»، وقوله: «وأنا عبدك» جملة مؤكِّدة لقوله: «أنت ربي». ويحتمل أن عبدك بمعنى عابدك.."

يعني تأكيد معنوي، تأكيد بمنعى الجملة الأولى.

"بمعنى عابدك، فلا يكون تأكيدًا، ويؤيده عطف قوله: «وأنا على عهدك»، ومعناه كما قال الخطابي: أنا على ما عاهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك، وإخلاص الطاعة لك ما استطعت ومتمسك به ومستنجز وعدك في المثوبة والأجر، وفي قوله: «ما استطعت» اعتراف بالعجز والقصور عن القيام.."

اعتراف اعتراف..

نعم.

اعتراف.

أحسن الله إليك.

"وفي قوله: «ما استطعت» اعتراف بالعجز والقصور عن القيام بالواجب من حقه تعالى. قال ابن بطال: يريد بالعهد الذي أخذه الله على عباده حيث أخرجهم أمثال الذر وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، فأقروا له بالربوبية، وأذعنوا له بالوحدانية وبالوعد ما قال على لسان نبيه أن من مات لا يشرك بي شيئًا أن يدخله الجنة.

 ومعنى «أبوء» أقر وأعترف، وهو مهموز، وأصله البواء، ومعناه اللزوم، ومنه بوأه الله منزلاً أي أسكنه، فكأنه ألزمه به. «وأبوء بذنبي» أعترف به وأقر وقوله: «فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» اعترف بذنبه أولاً، ثم طلب غفرانه ثانيًا، وهذا من أحسن الخطاب وألطف الاستعطاف، كقول أبي البَشَر: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة الأعراف:23]، وقد اشتمل الحديث على الإقرار بالربوبية لله.."

ظلمنا أنفسنا، ظلمنا أنفسنا، هذا اعتراف بالذنب مع عدم المكابرة والإصرار، ويتضمن الانكسار الذي هو مظنة الإجابة إذا قدم الانكسار فالله -جل وعلا- مع المنكسرة قلوبهم.

أحسن الله إليك.

"وقد اشتمل الحديث على الإقرار بالربوبية لله تعالى، وبالعبودية للعبد في التوحيد له، وبالإقرار بأنه الخالق، والإقرار بالعهد الذي أخذه على الأمم، والإقرار بالعجز عن الوفاء من العبد بالعهد والاستعاذة به تعالى من شر السيئات نحو: نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، والإقرار بنعمته على عباده، وأفردها للجنس والإقرار بالذنب وطلب المغفرة وحصر الغفران فيه تعالى.."

«إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» خلاف من يقول: يا أبا عبد الله، جئنا بيتك، وقصدنا حرمك، نرجو مغفرتك، نسأل الله العافية، ما تركوا لله شيئًا.

طالب: ............

يعني في المستقبل..

طالب: ............

يمكن تأكيد ما الذي يمنع؟

طالب: ............

لا لا لا..

طالب: ............

إذا غفر وستر الله أكرم من أن يعيد الكرة عليه.

أحسن الله إليك.

"وفيه أنه لا ينبغي طلب الحاجات إلا بعد الوسائل، وأما استشكال من أنه كيف يستغفر وقد غفر له -صلى الله عليه سلم- ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو أيضًا معصوم، فإنه من الفضول؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأنه يستغفر الله، ويتوب إليه في اليوم سبعين مرة، وعلمنا الاستغفار، فعلينا التأسي والامتثال لا إيراد السؤال والإشكال وقد علم هذا من خاطبهم بذلك، فلم يوردوا إشكالاً ولا سؤالاً، ويكفينا كونه ذكر الله على كل حال، وهو مثل طلبنا للرزق، وقد تكفل به، وتعليمه لنا على ذلك ارزقنا وأنت خير الرازقين، وكله تعبد وذكر الله تعالى.

لكنهم استشكلوا في موضع الإشكال لما قال: «لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وآكل اللحم، وأتزوج النساء». قالوا: لسنا كهيئتك أنت غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، استشكلوا في موضع الإشكال، لكن رد عليهم، وهو الأكمل، وهو الأعلم، وأعلمهم بالله وأخشاهم وأتقاهم، فلا يجوز أن يتقدم عليهم.

طالب: ............

أنهم بعد النبوة محل إجماع العصمة فيما يتعلق بالتبليغ، هذا محل إجماع، والعصمة في الكبائر كذلك، والصغائر هي التي فيها خلاف بين أهل العلم، ولا شك أن اقترافها نقص، وهم مبرؤون من هذا النقص.

أحسن الله إليك.

"وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: «اللهم إني أسألك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي». أخرجه النسائي وابن ماجه، وصححه الحاكم.

 العافية في الدين: السلامة من المعاصي والابتداع، وترك ما يجب، والتساهل في الطاعات، وفي الدنيا السلامة من شرورها ومصائبها، وفي الأهل السلامة من سوء العشرة والأمراض والأسقام وشغلهم بطلب التوسع في الحطام وفي المال من الآفات التي تحدث فيه، وستر العورات.."

وفي المال السلامة من الآفات.

نعم.

وفي المال السلامة من الآفات.

أحسن الله إليك.

"وفي المال السلامة من الآفات التي تحدث فيه، وستر العورات عام لعورة البدن والدين والأهل والدنيا والآخرة، وتأمين الروعات: كذلك والروعات جمع روعة، وهي الفزع، وسأل الله الحفظ.. وسأل الله الحفظ له من جميع الجهات؛ لأن العبد بين أعدائه من شياطين الإنس والجن كالشاة بين الذئاب إذا لم يكن له حافظ من الله فما له من قوة.."

فما له من قوة.

أحسن الله إليك.

"إذا لم يكن له حافظ من الله فما له من قوة، وخص الاستعاذة بالعظمة عن الاغتيال من تحته؛ لأن الاغتيال أخذ الشيء خفية هو أن يخسف به الأرض، كما صنع الله تعالى بقارون أو بالغرق، كما صنع بفرعون، فالكل اغتيال من التحت.

 وعن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك». أخرجه مسلم.

 الفجأة بفتح الفاء وسكون الجيم مقصور، وبضم الفاء وفتح الجيم والمد، وهي البغتة، وزوال النعمة لا يكون منه تعالى إلا بذنب يصيبه العبد، فالاستعاذة من الذنب في الحقيقة كأنه قال: نعوذ بك من سيئات أعمالنا، وهو تعليم للعباد، وتحول العافية انتقالها، ولا يكون إلا بحصول ضدها.

وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء». رواه النسائي، وصححه الحاكم.

 غلبة الدين ما يغلب المدين قضاؤه، ولا ينافي الاستعاذة كونه -صلى الله عليه وسلم- استدان ومات ودرعه مرهونة في شيء من شعير، فإن الاستعاذة من الغلبة بحيث لا يقدر على قضائه، ولا ينافيه أن الله مع المدين حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما يكره الله تعالى."

هذا إذا لم يفرط وفي حاجة ماسة، أما من يتوسع في أمور الدنيا على حساب أموال الناس والاستكثار منها، فهذا هو الذي جنى على نفسه، ولا ينبغي أن يعان على ذلك، ويضيق على المسلمين في موارد زكاتهم بمثل هذا يُنظَر في الدين، وسببه هل هو حاجة أو ترف، فإن كان لحاجة فالله- جل وعلا- مع المدين، وأيضًا المسلمون معه يعينونه، ويساعدونه على قضاء دينه، وتفريج همه، أما إذا أخذ المال تكثرًا، وأخذ أموال الناس، وبذرها، وضيعها، فمثل هذا لا يعان.

طالب: .............

من الاعتداء في الدعاء التفصيل الذي لا داعي له، التفصيلات التي لا داعي لها لا شك، الله يعلم ما في نفسك، الله يعلم ما في نفسك.

طالب: ..........

ينويها، ويأتي بجوامع الدعاء، وتقضى إن شاء الله تعالى ذكر بعضهم أن السجع من الاعتداء، لكن جاء في بعض الأدعية النبوية شيء من السجع، لكن غير المتكلف.

أحسن الله إليك.

"وروي هذا عن عبد الله بن جعفر مرفوعًا؛ لأنه يحمل على ما لا غلبة فيه، فمن استدان دينًا يعلم أنه لا يقدر على قضائه فقد فعل محرمًا، وفيه ورد حديث: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله». أخرجه البخاري.

 وقد تقدم، ولذا استعاذ -صلى الله عليه وسلم- من المغرم، وهو الدين، ولما سألته عائشة عن وجه إكثاره من الاستعاذة منه قال: «إن الرجل إذا غرم حدَّث فكذب، ووعد فأخلف»، فالمستدين يتعرض لهذا الأمر العظيم، وأما غلبة العدو أي الباطل.."

أي بالباطل.

أحسن الله إليك.

"وأما غلبة العدو أي بالباطل؛ لأن العدو في الحقيقة إنما هو المعادي في أمر باطل إما لأمر ديني أو لأمر دنيوي، كغصب الظالم لحق غيره مع عدم القدرة على الانتصاف منه أو غير ذلك، وأما شماتة الأعداء فهي فرح العدو بضر نزل بعدوه.

 قال ابن بطال: شماتة الأعداء ما ينكأ القلب، وتبلغ به النفس أشد مبلغ، وقد قال هارون لأخيه -عليهما السلام-: {فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاءَ} [سورة الأعراف:150]، أي لا تفرحهم بما يصيبني من عتابك ووجدك علي بالمعصية.

 وعن بريدة -رضي الله عنه- أنه قال: سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد.."

يتوسل بالتوحيد.

أحسن الله إليك.

"الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى ووإذا دعي به أجاب» أخرجه الأربعة، وصححه ابن حبان.

 الأحد صفة كمال؛ لأن الأحد الحقيقي ما يكون منزه الذات عن أنحاء التركيب والتعدد وما يستلزم أحدهما كالجسمية والتحيز والمشاركة في الحقيقة وخواصها."

وهذه أمور لم يرد نفيها ولا إثباتها، فالخوض فيها من فضول الكلام الذي يسلكه أهل البدع، وأما أهل السنة والجماعة فإنهم يقفون على ما ورد عن الله وعن رسوله، ولا يتعدون الكتاب والسنة.

أحسن الله إليك.

"كوجوب الوجود والقدرة الذاتية والحكمة الناشئة عن الألوهية، والصمد السيد الذي يصمد إليه في الحوائج ويقصد، والمتصف به على الإطلاق هو الذي يستغني عن غيره مطلقًا، وكل ما عداه محتاج إليه، وليس ذلك عنه إلا الله تعالى وتقدس ووصفه بأنه لم يلد لم يجانس، ولم يفتقر إلى ما يعينه أو يخلف عنه؛ لامتناع الحاجة، والفناء عليه.."

نعم، لا حاجة له بالولد، فهذه صفة كمال بالنسبة لله تعالى، وأما بالنسبة للمخلوق فعدم الولد بالنسبة له نقص؛ لأنه محتاج إلى الولد.

طالب: ..........

لا، ما فيه تناقض، ما فيه تناقض، كلها أسماء عظيمة.

طالب: ..........

واحد، لكن كلها عظيمة؛ لأنه قد يرد أفعل التفضيل ويراد به الوصف، لا يراد به أنه أعظم من غيره، وإخفاؤه بهذه الطريقة بحيث لا يمكن الوصول إليه مثل إخفاء ليلة القدر، مثل إخفاء ساعة الجمعة؛ من أجل أن يتجهد الإنسان، ويدعو الله بجميع أسمائه.

أحسن الله إليك.

"وهو رد على من قال: الملائكة بنات الله، ومن قال: عزير ابن الله، والمسيح ابن الله. وقوله: لم يلد أي لم يسبقه عدم.."

لم يولد.

أحسن الله إليك.

"وقوله: لم يولد أي لم يسبقه عدم. فإن قلت: المعروف تقدم كون المولود مولودًا على كونه والدًا، فكان هذا يقتضي أن يقال: الذي لم يولد ولم يلد، قلت: القصد الأصلي هنا نفي كونه تعالى ليس له ولد، كما ادعاه أهل الباطل، ولم يدِّع أحد أنه تعالى مولود، فالمقام مقام تقديم نفي ذلك، فإن قلت.."

نعم، يقدم ما ينفى ما هو موجود، يقدم بالنفي ما هو موجود كما قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياتهم»، مع أن الحياة متقدمة على الموت، لكن ما ادعى أحد الحياة أنها تنكسف لحياته، فقدم ما هو أولى بالنفي، وهو ما يدعى، وعطف عليه ما يقابله من باب التأكيد.

أحسن الله إليك.

"فإن قلت: فلمَ ذكر ولم يولد مع عدم من يدعيه؟

قلت: تتميمًا لتفرد الله تعالى عن مشابهات المخلوقين وتحقيقًا لكونه ليس كمثله شيء، والكفؤ المماثل، أي لم يكن أحد يماثله في شيء من صفات كماله وعلو ذاته، وفي الحديث دليل على أنه ينبغي تحري هذه الكلمات عند الدعاء لإخباره -صلى الله عليه سلم- أنه إذا سئل بها أعطى، وإذا دعي بها أجاب، والسؤال الطلب للحاجات، والدعاء أعم منه، فهو من عطف العام على الخاص.

 وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أصبح يقول: «اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور»، وإذا أمسى قال مثل ذلك إلا أنه قال: «وإليك المصير». أخرجه الأربعة.

 متعلِّق الظرف مقدر أي بقوتك وقدرتك وإيجادك، أصبحنا أي دخلنا في الصباح؛ إذ أنت الذي أوجدتنا وأوجدت الصباح."

يعني.. تقول: أنجدنا يعني دخلنا في نجد، وأظلمنا دخلنا في الظلام، وأتهمنا دخلنا في تهامة.. أحسن الله إليك.

"ومثله أمسينا والنشور من نَشَر الميتَ إذا أحياه وفيه مناسبة؛ لأن النوم أخو الموت، فالإيقاظ منه كالإحياء.."

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [سورة الزمر:42]، فهو موت، لكنها موتة صغرى.

أحسن الله إليك.

"كما ناسب في المساء ذكر المصير؛ لأنه ينام فيه، والنوم كالموت، وفيه الإقرار بأن كل إنعام من الله تعالى.

 وعن أنس- رضي الله عنه- أنه قال: كان أكثر دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة البقرة:201]»، متفق عليه.

 قال القاضي عياض: إنما كان يدعو بهذه الآية لجمعها معاني الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة قال: والحسنة عندهم ههنا النعمة، فسأل نعيم الدنيا والآخرة والوقاية من العذاب، نسأل الله أن يمن علينا بذلك، وقد كثر كلام السلف في تفسير الحسنة؛ فقال ابن كثير: الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسناء، وولد بار، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هني، وثياب جميلة، إلى غير ذلك مما شملته عبارتهم، فإنها مندرجة في حسنات الدنيا، فأما الحسنة في الآخرة فأعلاها دخول الجنة وتوابعه من الأمن، وأما الوقاية من النار فهي يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم، وترك الشبهات، أو العفو محضًا.."

يعني العفو من الله- جل وعلا-.

أحسن الله إليك.

"ومراده بقوله: وتوابعه ما يلحق به في الذكر لا ما يتعقبه حقيقة.

 وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أنه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو: «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير». متفق عليه.

 الخطيئة الذنب والجهل ضد العلم، والإسراف مجاوزة الحد في كل شيء، وقوله: في أمري يحتمل تعلقه بكل ما تقدم، أو بقوله: إسرافي فقط، والجد بالكسر بكسر الجيم ضد الهزل، وقوله: «وخطئي وعمدي» من عطف الخاص على العام؛ إذ الخطيئة تكون عن جد وعن هزل، وتكرير ذلك؛ لتعدد الأنواع التي تقع من الإنسان من المخالفات والاعتراف بها، وإظهار أن النفس غير مبرأة من العيوب إلا ما رحم علام الغيوب.

 وقوله: «وكل ذلك عندي» خبره محذوف أي موجود، ومعنى «أنت المقدم» أي تقدم من تشاء من خلقك، فيتصف بصفات الكمال، ويتحقق بحقائق العبودية بتوفيقك، وأنت المؤخِّر لمن تشاء من عبادك بخذلانك وتبعيدك له عن درجات الخير.

قال المصنف: وقع في حديث ابن عباس أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يقوله في صلاة الليل، وتقدم بيانه، ووقع في حديث علي -عليه السلام - أنه كان يقوله بعد الصلاة، واختلفت الروايات هل كان يقوله بعد السلام أو قبله؟ ففي مسلم أنه كان يقوله بين التشهد والسلام، وأورده ابن حبان في صحيحه بلفظ.."

هو داخل في عموم «ثم ليتخير من المسألة ما شاء».

أحسن الله إليك.

"وأورده ابن حبان في صحيحه بلفظ: كان إذا فرغ من الصلاة، وهو ظاهر في أنه بعد السلام، ويحتمل أنه كان يقوله قبله وبعده.

 وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر». أخرجه مسلم.

 تضمن الدعاء بخير الدارين، وليس فيه دلالة على جواز الدعاء بالموت، بل إنما دل على سؤال أن يجعل الموت في قضائه عليه ونزوله به راحة من شرور الدنيا.."

يعني إذا نزل به {تَوَفَّنِي مُسْلِماً} [سورة يوسف:101]، ما هو لطلب الوفاة، ما هو طلب للوفاة ودعاء على النفس بالموت، لا، إنما الوفاة على هذه الحالة وهي على الإسلام.

أحسن الله إليك.

"بل إنما دل على سؤال أن يجعل الموت في قضائه عليه ونزوله به راحة من شرور الدنيا، ومن شرور القبر لعموم كل شر أي من كل شر قبله وبعده، وللترمذي من حديث.. وعن أنس- رضي الله عنه- أنه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وارزقني علما ينفعني». رواه النسائي والحاكم، وللترمذي من حديث أبي هريرة نحوه، وقال في آخره.."

وللنسائي للنسائي..

نعم.

عندك الترمذي أم النسائي؟

عندي للترمذي.

طالب: ...........

عندي: وللنسائي من حديث أبي هريرة.. ماذا قال في التخريج؟

خرجه.

من النسائي أم الترمذي؟

لا، من الترمذي خرجه من الترمذي.

طالب: ..........

نعم، طيب.

"وللترمذي من حديث أبي هريرة نحوه، وقال في آخره: «وزدني علمًا، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار». وإسناده حسن.

 فيه أنه لا يطلب من العلم إلا النافع، والنافع ما يتعلق بأمر الدين والدنيا مما يعود فيها على نفع الدين، وإلا فما عدا هذا العلم فإنه ممن قال الله فيه: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ}[سورة البقرة:102] أي ينفعهم في الدين، فإنه نفى النفع عن علم السحر؛ لعدم نفعه في الآخرة، بل لأنه ضار فيها، وقد ينفعهم في الدنيا، لكنه لم يعده نفعًا.

 وعن عائشة- رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمها هذا الدعاء: «اللهم إني أسألك من الخير كله؛ عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا». أخرجه ابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم.

 الحديث تضمن الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، والاستعاذة من شرهما، وسؤال الجنة وأعمالها، وسؤال أن يجعل الله كل قضاء خيرًا، وكأن المراد سؤال اعتقاد العبد أن كل ما أصابه خير وإلا فإن كل قضاء قضى الله به خير، وإن رآه العبد شرًّا في الصورة، وفيه أنه ينبغي للعبد تعليم أهله أحسن الأدعية؛ لأن كل خير ينالونه فهو له، وكل شر يصيبهم فهو مضرة عليه."

وأيضًا إذا علمهم كان له مثل أجورهم، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله.

طالب: ............

على كل حال الحمد لله على كل حال، وكفى وكفى.

أحسن الله إليك.

"وأخرج الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال.."

الذي يدخل النار ما هو قائل: الحمد لله.

"قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» هذا آخر حديث ختم به البخاري صحيحه، وتبعه جماعة من الأئمة في ختم تصانيفهم في الحديث، والمراد.."

وتبعهم المؤلف على ذلك ابن حجر ختم البلوغ بهذا الحديث كما ختم به البخاري صحيحه.

أحسن الله إليك.

"والمراد من الكلمتان الكلام نحو كلمة الشهادة، وهو خبر مقدَّم.."

يعني وإن كانت جملة.

..........................

 

وكِلمة بها كلام قد يؤم

يعني قد يُقصَد كلام ابن مالك أصدق كلمة قالها الشاعر لبيد، وهو كلام.

أحسن الله إليك.

"وقوله: «سبحان الله..» إلى آخره مبتدأ مؤخر، وصح الابتداء به، وإن كان جملة؛ لأنه في معنى هذا اللفظ، وإنما قدم الخبر؛ تشويقًا للسامع إلى مبتدأ سيما بعد ما ذكر من الأوصاف، والحبيبة بمعنى المحبوبة أي محبوبتان له تعالى، والخفيفة فعيلة بمعنى فاعلة، والثقيلة فعيلة بمعنى فاعلة أيضًا. قال الطيبي: الخفة مستعارة للسهولة شبَّه سهولة جريانه على اللسان بما خف على الحامل من بعض الأمتعة، فلا يتعبه كالشيء الثقيل، وفيه إشارة إلى أن سائر التكاليف شاقة على النفس ثقيلة، وهذه سهلة عليها مع ثقلها في الميزان.."

التكاليف إلزام ما فيه كلفة، إلزام ما فيه كلفة، والجنة حفت بالمكاره خلافًا لمن يقول: إن الدين يسر، والأمر كذلك الدين يسر، لكن يريد أن يتوصل بذلك إلى التنصُّل من التكاليف، نعم الدين يسر، وليست فيه آصار ولا أغلال، ولا شيء لا يطاق، ولا شيء محال، شيء لا يطاق كما من الآصار والأغلال التي كانت على الأمم السابقة كلها رفعت عنا، ولله الحمد، ولم نحمَّلها، فديننا يسر- ولله الحمد- ما فيه شيء لا يستيطعه الإنسان، والذي لا يستطيعه المكلَّف يسقط عنه، لكن الذي يستطيعه ولو مع مشقة وكلفة؛ لأن الدين تكاليف، يوقظ لصلاة الصبح في الشتاء ويقول: الدين يسر، هذا الكلام صحيح؟ ما هو بصحيح، إسباغ الوضوء على المكاره ما معنى هذا؟

 نقول: الدين يسر ما فيه إسباغ وضوء، هذا الكلام ليس بصحيح، وإنما الكلام حق، الدين يسر، لكن يراد به باطل من بعض الناس.

أحسن الله إليك.

"وقد سئل بعض السلف عن سبب ثقل الحسنة وخفة السيئة فقال: لأن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها، فثقلت، فلا يحملنَّك ثقلها على تركها، والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها، فلذلك خفت، فلا تحملنك خفتها على ارتكابها.."

والجنة حفت بالشهوات.

أحسن الله إليك.

"والحديث من الأدلة على ثبوت الميزان، كما دل عليه القرآن. واختلف العلماء في الموزون، فقيل: الصحف؛ لأن الأعمال أعراض، فلا توصف بثقل ولا خفة، ولحديث السجلات والبطاقة، وذهب أهل الحديث والمحققون إلى أن الموزون نفس الأعمال حقيقة، وأنها تجسد في الآخرة."

وقد يوزَن صاحبها، وقد يوزَن صاحبها، «يؤتى بالرجل السمين فلا يزن عند الله جناح بعوضة».

أحسن الله إليك.

"ويدل له حديث جابر مرفوعًا: «توضع الموازين يوم القيامة، فتوزن الحسنات والسيئات، فمن ثقلت حسناته..»."

القدرة الإلهية على تحويل المعاني إلى أجسام صالحة على كل شيء قدير.

أحسن الله إليك.

فمن ثقلت حسناته على سيئاته مثقال حبة دخل الجنة، ومن ثقلت سيئاته على حسناته مثقال حبة دخل النار»."

وقد قال أهل العلم: خاب وخسر من فاقت آحاده على عشراته، خاب وخسر، خاب وخسر من فاقت آحاده على عشراته الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بواحدة، ومع هذا بعض الناس ترجح سيئاته على حسناته، نسأل الله العافية.

أحسن الله إليك.

"قيل: فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال: «أولئك أصحاب الأعراف». أخرجه خيثمة في فوائده، وعند ابن المبارك في الزهد عن ابن مسعود نحوه مرفوعًا، والأحاديث ظاهرة في أن أعمال بني آدم توزن، وأنه عام لجميعهم، وقال بعضهم: إنه يُخَص المؤمن الذي لا سيئة له وله حسنات كثيرة زائدة على محض الإيمان، فيدخل الجنة بغير حساب كما جاء في حديث السبعين ألفًا، ويخص منه الكافر الذي لا حسنة له، ولا ذنب له غير الكفر، فإنه في النار بغير حساب ولا ميزان. ونقل القرطبي عن بعض العلماء أنه قال: الكافر مطلقًا لا ثواب له ولا توضع حسنته في الميزان؛ لقوله تعالى: {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} [سورة الكهف:105]، ولحديث أبي هريرة في الصحيح: «الكافر لا يزن عند الله جناح بعوضة». وأجيب بأن هذا مجاز عن حقارة قدره، ويلزم منه عدم الوزن، والصحيح أن الكافر توزن أعماله إلا أنه على وجهين:

أحدهما: أن كفره يوضع في الكفة، ولا يجد حسنة يضعها في الأخرى؛ لبطلان الحسنات مع الكفر فتطيش التي لا شيء فيها قال القرطبي: وهذا ظاهر قوله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم} [سورة الأعراف:9]، فإنه وصف الميزان بالخفة.

 والثاني: أنه قد يقع منه العتق والبر والصلة وسائر أنواع الخير المالية لو فعلها المسلم لكانت له حسنات، فمن كانت له جمعت ووضعت في الميزان، غير أن الكفر إذا قابلها رجح بها، ويحتمل أن هذه الأعمال.."

{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً} [سورة الفرقان:23]، لا يثبت له حسنة إن كان له شيء من أعمال بر وخير فإنه يجازى بها في الدنيا، فإنه يجازى بها في الدنيا لا في الآخرة.

أحسن الله إليك.

"ويحتمل أن هذه الأعمال توازن ما يقع منه من الأعمال السيئة كظلم غيره وأخذ ماله وقطع الطريق، فإن ساوتها عذب بالكفر، وإن زادت عذب بما كان زائدًا على الكفر منه، وإن زادت أعمال الخير معه طاح عقاب سائر المعاصي، وبقي الكفر كما جاء في حديث أبي طالب أنه في ضحضاح من نار.

اللهم ثقل موازين حسناتنا إذا وزنت، وخفف موازين سيئاتنا إذا في كفة الميزان وضعت، واجعل سجلات ذنوبنا عند بطاقة توحيدنا طائشة من كفة الميزان، ووفقنا بجعل كلمة التوحيد عند الممات آخر ما ينطق به اللسان.

قد انتهى بحمد ولي الإنعام ما قصدناه من شرح بلوغ المرام سبل السلام، نسأل الله أن يجعله من موجبات دخول دار السلام، وأن يتجاوز عما ارتكبناه من الخطايا والآثام، وأن يجعل في صحائف الحسنات ما جرت به فيه وفي غيره الأقلام، وأن ينفع به الأنام، إنه ذو الجلال والإكرام والمولى لعباده من إفضاله كل مرام، والحمد لله حمدًا لا يفنى.."

والمولي والمولي..

أحسن الله إليك.

"والمولي لعباده من إفضاله كل مرام، والحمد لله حمدًا لا يفنى ما بقيت الليالي والأيام، ولا يزول إن زال دوران الشهور والأعوام، والصلاة والسلام على رسوله الكاشف بأنوار الوحي كل ظلام، وعلى آله العلماء الأعلام.

 وافق الفراغ منه.."

وأصحابه الكرام، وأصحابه الكرام، وحسبنا الله ونعم الوكيل.. ما عندك؟

لا.

وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

وافق...

"وافق الفراغ منه في صباح الأربعاء ليلة السابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائة وألف، ختمها الله تعالى بخير وما بعدها من الأعوام."

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وقد انتهى ما أريد من قراءة البلوغ مع شرحه الذي بدئ به قبل خمسة عشر عامًا، بل ستة عشر عامًا بدئ به سنة سبع عشرة بعد الأربعمائة والألف، وتعاقب على قراءته نحو من عشرة من القراء، وتقطعت أيامه يحذف ويعاد، ثم يرجَّع، ثم بعد ذلك رأينا إتمامه.

 وقد تم ولله الحمد في هذه الليلة المباركة ليلة العاشر من شهر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف، وقد شرح في أثنائه من بدايته إلى نهايته من أحاديث الأحكام كتب فتم بذلك المتن بلوغ المرام شرحناه كاملاً في كم شريط يا شيخ إبراهيم؟

البلوغ.

طالب: ..........

مئة؟

طالب: ..........

مئة وستين شريطًا، وشرح أيضًا موطأ الإمام مالك في مائة وأكثر من سبعين شريطًا بعد بدئنا بالسبل، وشرحت العمدة فيما يقرب من خمسين شريطًا، وشرح جل تقريب الأسانيد وثلاثة أرباع المحرر في الحديث للحافظ ابن عبد الهادي، فمع شرح البلوغ رأينا أن هذا يكون مجرد سرد وتعليق يسير، وأنه لا يشرح شرح المتون، وأحيانًا نرى أن الحاجة لغيره أمس وأدعى، فنقدمه عليه، ولذلك تأخر تمامه.

والله أعلم.

 وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.