تلبيس الجدران بالسجاد

السؤال
ما حكم تلبيس الجدران بالسجاد؟
الجواب

التلبيس ووضع الستور على الجدران جاء فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث عائشة قالت: "رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج في غزاته، فأخذتُ نَمَطًا فسترته على الباب، فلما قدم فرأى النمط، عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه حتى هتكه أو قطعه، وقال: «إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين» قالت: فقطعنا منه وسادتين وحشوتُهما ليفًا، فلم يعب ذلك علي" [مسلم: 2107]، وجاء أيضًا عن بعض الصحابة في سَتْر الجدران من كلام حذيفة وأبي الدرداء وابن عمر وغيرهم –رضي الله عنهم-، وأنهم رجعوا بعد أن رأوا الجدران مستورة من وليمة عرسٍ وهي واجبة الإجابة، فرجعوا من ذلك؛ لأنهم رأوا منكرًا.

وعلى كل حال العلماء يُطلقون الكراهة في مثل هذا، والكراهة عندهم تزول بأدنى حاجة، فلو وُجِدَتْ نافذة ينساب منها النور أو الشمس مما يؤذي مَن في المكان لا سيما في وقت نومٍ أو شبهه، ووُضعتْ هذه السُتُر من أجل تخفيف هذا الضوء الداخل؛ لإراحة النائم فعند أهل العلم تزول الكراهة بمثل هذا، وعلى كل الحال الناس توسَّعوا في مثل هذا توسُّعًا غير مرضيٍّ، ولو تركوا الأمور على ما كانت عليه لكان ذلك هو الأصل، وعلى كل حال توسُّع الناس في البناء وما يتعلق به، والزخرفة، وإنفاق الأموال الطائلة التي أرهقتِ الذمم بالديون من أجل أن يقال: بيت آل فلان، أو قصر آل فلان، أو آل فلان وضعوا من الأثاث كذا! من المباهاة التي لا تليق بمسلم، فليحرص على ذمته، وليجعل سكنه مقارِبًا بقدر الحاجة، والله المستعان.