بلوغ المرام - كتاب الصلاة (15)
قليلاً والمعروف أنه لا يجوز أن يتأخر عن الإمام كثيرا بل لا بد من متابعته ولذا جاء عطف أفعال الإمام المأموم على أفعال الإمام بالفاء إذا ركع فاركعوا إذا سجد إلى آخره كلها معطوفة بالفاء لا يجوز مسابقته لا تجوز مسابقته ولا تجوز موافقته ولا يجوز التأخر عنه كثيرًا بل مجرد ما يركع تركع، يرفع ترفع، إذا تأخرت عنه قليلا في حدود ما تنطبق عليه الفاء التعقيبية ثم شرعت في قراءة الفاتحة فركع الإمام تركع مع الإمام إذا لم تفرِّط فأنت في حكم المسبوق يسقط عنك ما لا تدركه لكن احرص على أن تُكمل الفاتحة وإذا كان الإمام من العجلة بحيث لا يتمكن المأموم من القراءة خلفه فالمأموم في حكم المسبوق لكن ينبغي أن يبحث عن إمام أو يُبحث عن إمام لا يحرج المأمومين يجعلهم مسبوقين باستمرار فعلى الإمام أن يلاحظ أحوال المأمومين.
حفظ المتون ما ينبغي حفظه منها في العلوم كلها المتون المطروقة المعروفة عند أهل العلم المستفيظ ذكرها المعتنى بها من قبلهم المتوافر شروحها وحلها بحيث لا يشكل منها شيء يبقى إشكاله مستمرًا وكل بلد لهم عناية بكتب معينة يعني عندنا في بلادنا كتب نعتني بها لكن لو قال شخص أنا والله بدل ما الناس يقرؤون الآجرومية والقطر والألفية بقرأ كافية ابن الحاجب نقول نعم كافية ابن الحاجب من أهم المتون ومن أفضل المتون وللعلماء وطلاب العلم عناية فائقة بها في غير هذه البلاد لكن قد يشكل عليه شيء منها ولا تجد من يتصدى لشرحه وبيانه فعليك بالكتب المطروقة التي تحقق الهدف مما عرف في بلدك حفظ المتون تحدد القدر الذي تريد حفظه وأنت أعرف بنفسك وقدراتك فتحاول أن تفهم هذا القدر تقرأه مرارًا حتى تفهمه فإذا فهمته اشرع في حفظه ردده حتى تحفظه ثم من الغد اقرأه حفظًا خمس مرات ثم حدد القدر لليوم الثاني واصنع به كما صنعت في اليوم الأول ثم في اليوم الثالث اقرأ ما حفظته في اليوم الأول أربع مرات ثم ما حفظته في اليوم الثاني خمس مرات ثم اشرع في حفظ اليوم الثالث على الطريقة المشروحة في اليوم الرابع تقرأ محفوظ اليوم الأول ثلاث مرات والثاني أربع مرات والثالث خمس مرات ثم اشرع في حفظ اليوم الذي يليه وهكذا بهذه الطريقة في كل يوم ترتاح في حفظ اليوم الأول ثم الثاني ثم الذي يليه ثم الثالث ويثبت في ذهنك بالتتابع بهذه الطريقة يعني في اليوم الخامس تكون من حفظ اليوم الأول وفي اليوم السادس تكون انتهيت من حفظ اليوم الثاني والسابع الثالث وهكذا وبهذا هذه طريقة مجربة ومنصوص عليها في كتب أدب التعلم أدب التعلم عند أهل العلم وهي مجربة ونافعة وبها يثبت العلم.
يقول: وما رأيكم بمتابعة العلم للمبتدئين بالأشرطة والمختصرات؟
الأصل أن الطالب يحضر الدروس ويزاحم الشيوخ ويناقش الأقران هذا الأصل يجثو بين يدي الشيوخ ويتعلم من علمهم وأدبهم وسمتهم كل هذا له أثره في بناء طالب العلم لكن مع ذلك يستفيد من الوسائل التي يسرها الله جل وعلا في هذا الباب من أشرطة وغيرها إذا لم يتيسر له حضور الدرس وجد ما يمنعه من الحضور يستفيد من شريط إن كان يعرف لهذه الآلات المتأخرة التي تسمى الإنترنت هذه والدرس يبث عليها لا مانع أن يسمع الدرس في وقته في آنه من خلال هذه الآلة لكن الأصل في وقت الطلب أن يحضر الطالب عند الشيخ ويزاحم الأقران ويناقش الشيوخ ويستفيد الاعتماد على المختصرات يقول مثل مختصر زاد المعاد أو غيره في البداية لا مانع من أن يستفيد من هذه المختصرات لأن المطولات تحتاج إلى وقت وتشتته يمر عليه كثير من المسائل التي قد لا يستطيع فهمها يقرأ في المختصرات حتى يتأهل للكتب الأصلية.