كون القرآن المصدرَ الأولَ للتلقي، هذا أمر متفق عليه، وكذا السنة آحادها ومتواترها كلُّها يجب العمل بها في جميعِ أبوابِ الدينِ، والسنة تشمَل كلَّ ما ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، سواءٌ كان في الصحيحين أو في غيرهما.
وظهرت فئة رأت الاقتصارَ في مصادر التلقِّي على القرآنِ والصَّحيحين فقط، وسمَّوا أنفسهم «جماعة الاقتصارِ على القرآنِ والصَّحيحين»، وهناك مصنف اسمه: «تيسير الوحيين بالاقتصار على القرآنِ مع الصَّحيحين»، ولا شك أن في هذا تضييعًا وإهدارًا لقدرٍ كبيرٍ مما ثبت عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم خارج الصَّحيحين، فالتديُّن على هذه الطريقةِ ناقصٌ؛ فقد يكون في غير الصَّحيحين ما هو ناسخٌ لما في الصَّحيحين، وقد يكون في غير الصَّحيحين ما هو مخصصٌ ومقيدٌ لما في الصَّحيحين.