جاء عن عمر رضي الله عنه أنه قال في صلاة التراويح: «نعم البدعة هذه» [البخاري (2010)]، وبعض الشرّاح ممن عاشوا في بعض البيئات المتأثرة بالمبتدعة أساؤوا إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فقالوا: البدعة قبيحة، ولو كانت من عمر رضي الله عنه!
لكن هذا لا يتجه؛ لأن عمر رضي الله عنه يرى أن هذا الفعل غير مصادم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل بدعةٍ ضلالة» [مسلم (867)] فلا يظن بعمر مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأمرنا بالاقتداء به في قوله: «اقتدوا بالذين من بعدي: أبو بكرٍ وعمر» [الترمذي (3662)، وابن ماجه (97)، وأحمد (23245)] وقوله: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي» [أبو داود (4607)، والترمذي (2676)، وابن ماجه (42) و(43)، وأحمد (17142)]، فالكلام المتقدم لا شك أن فيه إساءة إلى عمر رضي الله عنه، ومن زكّاه.
وقد وجد من بعض الشراح الذين يتصدون لشرح السنة من يسيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعر، ففي حديث: «لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة» [البخاري (3436)، ومسلم (2550)] قال بعض الشراح: «في هذا الحصر نظر» فمثل هذا الأسلوب في كلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، لا شك أن هذه إساءة في العبارة.
فليحذر المسلم أن يتكلم بكلامٍ غير موزون، بحيث لا يحسب له حسابًا؛ لأنه مؤاخذ بما ينطق به.