المبهم وروده في القرآن كثير، ومرجع تعيين هذا المبهم أو تمييزه النقل المحض، ولا مجال للرأي فيه، كذلك الأسماء لا يدخلها الاجتهاد، ولا يستدل عليها من خلال السياق بما قبلها وما بعدها؛ ولذا يوصي أهل العلم بحفظ الأسماء وتلقيها عن أهل العلم والخبرة؛ لأن الإنسان قد يقرأ اسم راوٍ من الرواة ويتصحف عليه، مثاله: نعيم بن سالم، لو بحثت في كتب الدنيا ما وجدت شخصًا بهذا الاسم، وهذا يدور اسمه في كتب الحديث كثيرًا، واسمه: يغنم بن سالم، والمسألة زيادة نقطة وحذف نقطة.
فعلى هذا الأسماء لا بد من تلقيها عن أهل الخبرة والمعرفة الذين ينطقونها كما هي، ولا بد من العناية بكتب الضبط، فإذا ضبطَ كلمة وحرّرَها وتلقاها، وراجع عليها كتبًا فليودعها سويداء قلبه.
ومن المبهم ما استأثر الله بعلمه، فلا تتعب نفسك في البحث عنه، كقوله تعالى: {وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60] فمثل هؤلاء لا نبحث عنهم.
والمبهمات فيها مصنفات من أشهرها «مبهمات القرآن» للسهيلي، ولابن جماعة، وأيضًا للبلقيني والسيوطي، وكتاب «التحبير في علوم القرآن» للسيوطي، كاد أن يستوعب المبهمات كلها.
وهناك مصنفات في مبهمات رجال الحديث، سواء كانت في المتون أو الأسانيد، ومن أجمعها «المستفاد من مبهمات المتن والإسناد» للحافظ ولي الدين أبي زرعة ابن الحافظ العراقي، وللخطيب البغدادي وللنووي وجمع من أهل العلم مؤلفات في المبهمات، والمبهمات الواردة في الأسانيد، هذه من أهم المهمات معرفتها، إذ يتوقف عليها معرفة حال هذا المبهم، فلا نستطيع أن نعرف حال هذا المبهم إلا بعد أن نعرفه اسمه.