علماء الحديث لا يرون أن يُدخل المقطوع في الاتصال والانقطاع، بأن يقال عن الأثر: (مقطوع متصل)، فهم لم يروا وصف المقطوع بالاتصال؛ للتنافر اللفظي بين الكلمتين، وأما مع انفكاك الجهة فقد لا يُمنع إذا لم يُشكل، كأن تقول عن شخص طويلٍ في عمره قصيرٍ في قامته، تقول: (رأيت الطويل القصير) فهذا متنافر لفظي، لكن الجهة منفكة، وقد جاء في القرآن {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ} [الحج: 4]، وكذلك يقال في إطلاق الاتصال على الأثر المقطوع بأن الجهة منفكة؛ فهو مقطوع من حيث الإضافة، متصل من حيث تسلسل الإسناد، فلا مانع من أن يقال: (مقطوع متصل)، لكن أهل الحديث يقولون: يُمنع من باب عدم ارتكاب هذا الأسلوب المخلّ بالفصاحة؛ للتنافر اللفظي بين الكلمتين.